السبت، 7 أغسطس 2010

في تصريحه الأول بعد حفلة 6 أغسطس، مرسيل: لي تجربة مريرة مع السلطات

منقول - طلاب جامعة حلب - دمشق

كرسي من القش، رُبِطت عليه بضعة خيوط، تلك كانت قيثارته الأولى، لم يختر العود، بل العود مَن اختاره، لم يكن يدري وقتها أنَّ هذا العود سيكون امتداداً لروحه، كان مجرد حلٍّ من والديه ليتخلَّصا من ضجيجه، من آثار طرقه على العلب الفارغة والصحون والكؤوس.. مارسيل خليفة، يعود إلى دمشق، إلى قلعتها، ليقدِّم حفلين، ويهمس موسيقاه في أذن أحياء الشام القديمة، بإيمان حارٍّ بالإنسان والفن والجمال.

في مؤتمر صحفي عُقِد يوم الخميس، جمع مارسيل خليفة مع عدد كبير من وسائل الإعلام، بتنظيم من «مينا»، أعلن مارسيل خليفة بمحبة، أنَّ مدينة دمشق تعني له الكثير، حيث لمس خلال جولته الماضية في المحافظات السورية كمَّاً كبيراً واستثنائياً من الحب من الجمهور السوري، وها هو اليوم يعود إلى دمشق ليقدِّم حفلتين في السادس والسابع من الشهر الجاري في قلعة دمشق.

واستهلَّ خليفة مؤتمره الصحفي بكلمة قال فيها: «في زمن آسن بسبحة طاغوت المال، وشراهة التسليع لكلِّ القيم الرمزية، نعود إلى دمشق، لنكتشف عيار نسبة السلامة في الذائقة الجمالية للجمهور، أمام طوفان التفاهة المصنوعة في فضائيات الابتذال، نريد من هذا العرس في الشام أن يعيد الإيمان بأنَّ الإنساني من الناس لا يسحق تحت أقدام الترويض البذيء، وأنَّ الجميل يخرج دائماً من رماد الحرائق الثقافية المدبّرة، لنستعيد بعض الثقة، وخاصة بجمهور الشباب الذي خرج إلى الدنيا في عصر الانحطاط الثقافي

وتابع قائلاً: «سنستأنف في قلعة دمشق مساراً لم نقطعه تحت أيِّ ظرف، ومشروعاً ثقافياً لم نساوم عليه في زمن الصمت والانهيارات، رحيل شاق وجميل نحو البحث عن ضفاف أخرى ومفردات أخرى للتعبير النظيف عن العالم».

أسعى إلى تطوير أدواتي الفنية رغم السهام الموجَّهة بعناية فائقة، وسأظلُّ أكتب الحياة كما أعيشها، وكما أراها، وسأدوِّن أحلامي بالحرية، وسأصرُّ على أن أكون كما أريد، لا كما يريدون، وسوف لن أنتبه إلى الضجيج الذي تثيره العربات الفارغة، لأني واثق من قلب الحب. أعترف بأني مطالب بالتماهي مع هويتي المحاصرة والمسلوبة في وطني الكبير، وفي العالم، ولقد عانيت كثيراً خلال تجوالي الدائم، وتداخل سؤال الحرية مع سؤال الموسيقى على توتّر عالٍ.

لا تكون الثقافة حقيقة إلا عندما توجد الحرية، الحرية للمثقف شرط وجود حي، كالفضاء الفسيح للطائرة، كالماء للسمكة، كالتربة الخصبة للمزارع، الطائرة لا يمكن أن تحلِّق في القفص، والسمكة لا يمكن أن تسبح في زجاجة الزينة المنزلية، والمزارع لا يستطيع أن يزرع في الرمل، كذلك لا يكون في وسع المبدع المحجوز بأصفاد المنع أن يبدع.

لي تجربة مريرة مع السلطات، ولقد واجهت ثلاثة أنواع من السلطة متضافرة الأهداف، وإن اختلفت في التكوين والمجال؛ السلطة السياسية، والسلطة الدينية، والسلطة الاجتماعية». وأضاف خليفة: «الاحتلال هو التجسيد الأكثر قبحاً وبشاعة للقمع والتحريم، حرام عليك وطنك المستباح بعساكر الغزاة، وحرام عليك أن تتحدَّث عنه، أن تكتبه، أن تغنِّيه، أو أن تلغي المحتل، أنت في هذه الحال إرهابي؛ أي مارق عن إرادة الاحتلال»

أن تناضل ضد التحريم، معناه أن ترفع صوت الاحتجاج عالياً ضد هؤلاء جميعاً، ضد المستبدِّين المتمسّحين بالقانون، وضد المعادين للحضارة المستغلِّين القيم والأخلاق، وضد البرابرة الغزاة المحلين».
وختم خليفة: «أيها القراصنة، ارفعوا أيديكم عن حناجرنا. فلنقاوم أولئك الذين يحاولون نزع ريش طيورنا المحلِّقة نحو ذلك النور البعيد».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق