الاثنين، 2 أغسطس 2010

ناجي العلي وريشته التي زعزعت الموساد "تمهيد"



لم يكن يبالي بالموت، فهو من قال "اللي بدو يكتب لفلسطين، واللي بدو يرسم لفلسطين، بدو يعرف حالوا: ميت". مفهوم الصراع لديه هو صلب القامات كالرماح دون تعب. ريشته الناعمة كانت حادة كنصل السيف على رقاب المتواطئين مع إسرائيل. فلم يَسلم منه رئيس ولا وزير، كان الوطن العربي ينتظر كاريكتيره في كل يوم ليشهد الصاعقة. حتى أتى 22يوليو 1987 وأُطلق الرصاص عليه من قبل مجهول في ضاحية تشيلسي في لندن.

قد يتعجب البعض من كتابتي عن ناجي العلي في هذا الوقت. لكنني أكتب بدمع أحمر ينزف من قلبي وأنا أشهد فلسطين قد تمزقت، حتى أن العدو يماطل في حل الدولتين، بضمانات الكرامة العربية المتهشمة والسيطرة اليهودية على الاقتصاد العالمي. حتى أصبحت فلسطين كالأسير في زنزانة الشرق الأوسط، حارس هذه الزنزانة "عربي" قد نُزعت عروبته وماتت الناصرية من عروقه.

أكتب بالحبر الحزين على فقدان بطل زعزعت ريشته أركان الموساد الإسرائيلي ومنظمة (التحرير/ التطبيع) الفلسطينية. بطل غاب عن الوعي في 22 يوليو 1987 وتوفي في 29 أغسطس من نفس العام، وقد نذرت هذه المدة حتى أتفرغ لقراءة ما كُتب عن ناجي العلي وأتفحص رسوماته.

ناجي العلي ثروة وثورة، يرسم بريشة حادة كالسيف. دعونا نكتشف حياة العلي ونتخذ من هذا الشهر إحياء لذكراه التي باتت لايعرفها الكثيرون منا. دعونا نعرف حنظلة، ومتى وُلد، ولماذا كتّفه ومتى أدار ظهره، ومتى ينتعل حذاءه ومتى نرى وجهه. هذا إن كان سينتعل حذاءه أو سنرى وجهه !

نلتقي بمقال آخر بتاريخ 29 أغسطس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق